نظرية جديدة فى إنتاج الإنتروبى السالب *
دكتور/ بهاء الدين محمود محمد منصور
ترجمة المؤلف للمقالة العلمية المنشورة:
“Entropy reduction by Voluntary/Intended actions“
1- مقدمة
فى جميع العمليات الثرموديناميكية ، إما أن يكون التغير فى الإنتروبى صفرا ( أى إجراء انعكاسى ) أو يكون مصحوبا بزيادة الإنتروبى ( إجراء غير انعكاسى ) ، و لكن لا يكون سالبا أبدا . و قد نشر حديثا للمؤلف بحثان الأول بعنوان “تقليل الإنتروبى بالأفعال العمديه”، [1] ، و الثانى بعنوان ” القانون الثانى للثرموديناميكا يبين أن: الكون قد خلق بفعل عمدى ” ، [2] ، و الآتى ملخص للبحثين للإشارة إلى عناصر إثبات أن الإنتروبى السالب هو كمية طبيعية حقيقيه يمكن إنتاجها و إضافتها إلى النظم بالأفعال العمدية 2- صور الإنتروبى
ظهر الإنتروبى فى ثلاثة صور ، الأولى بوساطة عمليات تحويل الحرارة إلى شغل ميكانيكى ، و هى الصيغة الأساسية ، بالدالة الآتية:
ds = σQ/T (1)
حيث ،ds : هو التغير فى الإنتروبى، ( كيلوجول/كلفن ( kJ/K ، σQ : كمية الحرارة المضافة ، (كيلوجول kJ) ، T: درجة الحرارة المطلقة، ( كلفن K) . بذلك يقيس الإنتروبى كمية الحرارة و درجة حرارة إضافتها معا و يبين ذلك فى معامل واحد بينما يعنى القانون الأول للثرموديناميكا بعمليات انتقال الحرارة و تحولات الطاقة دون أى اعتبار لدرجات الحرارة التى تجرى عندها العمليات. و زيادة الإنتروبى فى النظام ، تعنى فقدا فى الطاقة الحرة (1) .
فى عام 1872 كشف بولتزمان عن العلاقة بين الإنتروبى و الاحتمالات بالشكل العام الآتى :
ds = k ln ( w/P ) (2)
حيث ، :k ثابت بولتزمان ) يساوى الثابت الجزيئى R مقسوما على رقم افوجادرو ( عدد الجزيئات فى الوزن الجزيئى ) ، كيلوجول/كلفن kJ/K ( ، w: عدد الحالات الميكروسكوبية التى يمكن أن يكون عليها النظام فى الظروف التى عليها المستوى الكلى ، P ، كل الحالات الميكروسكوبية للنظام .
و زيادة الإنتروبى تعنى فقدان الترتيب و اقتراب النـظام من حالة الإستـرخاء ؛ و هى حـالة الإحتـمال الأقصى (the most probable state ) . و هكذا فإن الإنتروبى له حالتين للتطبيق على المستوى العيانى “macro ” مثلما هو كذلك على المستوى الجزيئى “micro ” ( و هو الإنتروبى الإحصائى) و إذا تم اختيار الثابت k بما يناسب تطبيقا معينا، فإن المعادلتين ( 1 ) ، ( 2 ) يمكن ضبطهما بحيث يعطيا نفس النتيجة .
و فى مجال نقل المعلومات، الكلمة “bit ” هى اختصار رقم ثنائى “ binary digit ” ، و لكى تعين واحد من بين “ N ” من الاختيارات فإن عدد “ I ” من ال “bit” هو المطلوب ، حيث
I = log2 N (3)
و هذه المعادلة قد تم اقتراحها بوساطة هارتلى عام 1928 ، و هى مماثلة لمعادلة الإنتروبى الإحصائى ، حيث لو كان حجم المعلومات المطلوب للتعريف بالموضوع ، أو لتمام الحكم على الموضوع فى القضية هو P ، بينما المتوفر من المعلومات هو الصفر ، كان القرار و الحكم فى القضية عشوائيا تماما ، كلما توفرت معلومات ( من الفئة w ) ، تم تغطية جزء من فضاء العينة P ، حتى يغطى حجم المعلومات كل أوجه الحكم ، أو كل أوجه المحمول فى القضية ، و يصبح ( w = P ) ، عندئذ يصبح للقرار أو للحكم على القضية أو للمحمول وجه واحدة فقط ، و يصبح ( I = log2 1 ).، أى يصبح الإنتروبى أو اللاتحدد فى المعلومة مساويا للصفر .
و هكذا يخلص المؤلف إلى أن الإنتروبى الاجمالى يأخذ شكل المتجه مركباته هى “ اللاتحدد فى المعلومات، و الفوضى فى النظم، و الفقد فى الطاقة الحرة ”.
3- مقياس فرق الجهد الثرموديناميكى
فى النظام الثرموديناميكى البسيط (P, V, T) ، الضغط و درجات الحرارة هما مصدرى فرق الجهد. حيث يمكن قياس فرق الجهد الناتج عن فرق الضغط (DP) بوحدات شغل ميكانيكى مباشرة و تساوى (P.dV) . أيضا يمكن قياس فرق الجهد الناتج عن فرق درجات الحرارة (DT) بوحدات شغل ميكانيكى بتطبيق قاعدة دورة كارنوت حيث تساوى (Q (DT/Th ) حيث “ Q ” هى كمية الحرارة المضافة عند درجة الحرارة العالية (Th ) . و هكذا يمكن قياس الفرق العام للجهد نتيجة لفروق درجات الحرارة و الضغط معا بوحدات شغل ميكانيكى. القياس العام لفرق الجهد يمكن أن يؤخذ مقابل السطح الإحداثى (Po, To) و بذلك تكون قيمته هى قيمة الشغل الحر (exergy) .
4- الإنتروبى هو المؤشر الوحيد لفقد فرق الجهد
حيثما ينقص فرق الحهد فإن طاقة حرة (exergy) تنطلق فإذا تم جمع هذه الطاقة الحرة كشغل ميكانيكى فإن العملية يمكن عكسها. و لكن فى حالة انهيار جزء من فرق الجهد داخل النظام نفسه (irreversibility) فإن العملية يمكن تمثيلها بمرحلتين الأولى انعكاسية، ثم استهلاك جزء من الشغل الميكانيكى الناتج فى احتكاك داخلى و بالتالى يتم امتصاص الحرارة الناتجة عن الاحتكاك داخل النظام نفسه كحرارة إضافية. مع ملاحظة أن قيمة الحرارة المضافة “σQ” فى المعادلة (1) تشير إلى الحرارة التى امتصها الوسط دون النظر إلى مصدرها من الخارج أم من الاحتكاك الداخلى (irreversibility) . انتقال حرارة على فرق درجات محدد (Th – TL ) من درجة الحرارة العالية Th إلى المنخفضة TL ، هو نوع من استهلاك الطاقة الحرة ( أو الشغل الحر ) ، حيث تساوى Q ((Th – TL )/Th )، حيث تمتص كحرارة على مستوى الحرارة المنخفضة TL ، و بالتالى يتوضح أن قيمة الطاقة الحرة (exergy) هى قيمة فرق جهد و ليست قيمة طاقة .
بتذكر الحقيقة الهامة، و هى أن الإنتروبى هو خاصية للحالة ” state property ” فإن متابعة الظروف الثرموديناميكية للنظام ” state conditions ” هو كاف لبيان استهلاك الطاقة الحرة حتى و لو لم يصاحبه تبادل للحرارة أو الشغل الميكانيكى على حدود النظام. و هكذا فإن الإنتروبى هو المؤشر الوحيد لفقد فرق الجهد فى النظم المعزولة حيث يتبين هذا الفقد فى الظروف الثرموديناميكية للنظام و بالذات فى تغيرات الإنتروبى.
5- نصوص القانون الثانى للثرموديناميكا
فى عام 1850 قدم كلاوزيوس العبارة الآتية للقانون الثانى للثرموديناميكا،: ” الحرارة لا يمكن أن تنتقل عفويا بدون مؤثر خارجى من درجة الحرارة المنخفضة إلى درجة الحرارة الأعلى.”
أيضا فى عام 1865، قدم كلاوزيوس القانونين الأول و الثانى للثرموديناكيكا معا فى البندين الآتيين، : طاقة الكون ثابتة ، الإنتروبى فى الكون يتجة إلى قيمته القصوى ( مبدأ زيادة الإنتروبى )
بعبارات كلاوزيوس هذه ، تُـدفع التغيرات بتأثير فرق الجهد و فى اتجاه انخفاضه، أى لا يمكن أن يحدث التفاعل بالطبيعة فى اتجاه عكس اتجـاه فرق الجهد بل يندفع فى الاتجاه الذى يسوقه إليه فرق الجهد و مستهلكا له ( أى مستهلكا لفرق الجهد ).
6- مبدأ زيادة الإنتروبى
بالتحليل السابق للنظم المعزولة ، فإن العمليات إما أنعكاسية أو غير إنعكاسبة. للعمليات الانعكاسية ، يكون إجمالى الإنتروبى الناتج مساويا للصفر . أما فى العمليات الغير انعكاسية فيكون إجمالى الإنتروبى الناتج موجبا. هاتين العبارتين معا ينتجان مبدأ زيادة الإنتروبى . فإذا اعتبرنا أن الكون يمثل نظام معزول ، إذا فهو يتقارب إلى حالة الإنتروبى القصوى و هذا يعنى أنه يتقارب إلى الإتزان المطلق . و هذه العبارة أو مثيلاتها تتضمنها معظم مراجع الثرموديناميكا ، المعنى الطبيعى لهذه العبارات هو أن كل فروق الجهد سوف تخبو نهائيا سواء تم الاستفادة منها أو لم يستفد منها أحد و أيضا سوف تذهب فى تشتت عفوى.
7- العلاقة العضوية بين العفوية و مبدأ زيادة الإنتروبى
تنفذ التغيرات باستهلاك الطاقة الحرة (exergy) حيث تتشتت هذه الطاقة المستهلكة عند درجات الحرارة المنخفضة (فى الخزان الحرارى ) مصحوبة بظاهرة زيادة الإنتروبى . متصلا بهذه الحقائق ، تُساق الغيرات بتأثير فرق الجهد الذى نحتاج لأن نتحكم فيه لكى نستفيد من هذه التغيرات . أما إذا لم نتحكم فى هذه العمليات فسوف تندفع التغيرات عفويا بتأثير فرق الجهد حتى يستنفذ أو يوجد ما يوقف العملية من خارجها .
على الجانب الآخر، بمفهوم الإنتروبى الإحصائى ( معادلة 2 ) ، فإن الوصول إلى الإنتروبى الأقصى يعنى الوصول إلى الحالة ذات الاحتمال الأكبر . بمفاهيم نظرية الاحتمالات، فإن النظم تسعى بطبيعتها إلى الانتقال من الحالة ذات الاحتمال الأقل إلى الحالة ذات الاحتمال الأكبر حتى تصل إلى أكثر الحالات احتمالا (the most probable state ) .
و هكـذا نخلص إلى أن النـظم المنعزلة تتجه إلى حـالة أقصى إنتروبى بتأثير فرق الجهد للخواص ذات الدفع (intensive properties) و بتأثير الميل إلى الاتجاه إلى الحالات الأكثر احتمالا. و هكذا فإن مبدأ زيادة الإنتروبى يمكن أن يكتب كالآتى :
” الإنتروبى السالب لا يمكن أن يضاف أو يتولد ذاتيا فى نظام معزول” . أى أن الطاقة لا يمكن أن تنتقل عفويا إلى مستوى أعلى من فروق الحهد ، كما أن النظم لا يمكن أن تنتقل من الحالة ذات الاحتمال الأكبر إلى الحالة ذات الاحتمال الأقل عفويا .
8- الأفعال العمدية مقابل العفوية
لا يمكن دفع العمليات ضد اتجاهها العفوى إلا بالأفعال العمدية. و هذا يعنى الفعل المخطط المبنى على المعلومات الصحيحة للوصول إلى الهدف النهائى . و هذا يمكن فهمه جيدا فى حالة دفع السوائل إلى الارتفاعات الأعلى أو فى حالة ضخ الحرارة إلى درجات أعلى ، أو فى حالة دفع التفاعلات الكيميائية عكس فرق الجهد الكيماوى (Gibbs function) . و لكن فى جميع هذه الحالات لابد من بذل طاقة حرة لإجراء العملية ( شغل ميكانيكى، أو طاقة حرة كيماوية ). أيضا بذل هذه الطاقة الحرة فى مثل هذه العمليات قد يكون انعكاسيا ( أى بعمليات تامة الكفاءة للتخزين/التحولات فى فروق الجهد/الطاقة الحرة ) أو غير انعكاسية ( أى بفقد بعض الطاقة الحرة و زيادة الإنتروبى).
و لكن يهدف المؤلف فى هذا البحث إلى بيان إمكانية إضافة إنتروبى سالب إلى النظم المعزولة بفعل مقصود من الخارج أو بفعل إرادى من الداخل . و تستعمل كلمة فعل إرادى فى هذا البحث بالتعريف الآتى : ” 1-الفعل الذى يتم عمله باختيار حر ، 2- ما يتم عمله بناء على الإرادة ” .
9- بعض الصور الممكنة للإنتروبى السالب
بالنظر إلى صور الإنتروبى ( بند رقم 2 ) ، يمكن تنفيذ أعمال عكس العفوية، و فى الآتى بعض الأعمال الممكنة لإنتاج الإنتروبى السالب و إضافته إلى النظم .
أ- تقليص اللاتحدد بالمعلومات
كما تبين من قبل، يحتوى الإنتروبى على اللاتحدد باعتباره أحد صور الإنتروبى، و يمكن تقليصه بانتاج المعلومات بغرض تقليص اللاتحدد.
هذا على الرغم من أن المعلومات بدون فعل يستفيد منها ، لن تضيف تغيرات محسوسة إلى النظام و إن كان يمكن الاستفادة من المعلومات فى الاتجاه الاستراتيجى حيث تحفز التغيرات المفيدة فى الاتجاهات الفعالة، و هكذا فهى إنتروبى سالب ذو قيمة مضافة إلى النظام.
ب- تقليل الفوضى بالأفعال العمدية
زيادة اللانظام ( أو الفوضى ) فى النظام يعنى زيادة الإنتروبى . و هكذا يؤدى التنظيم فى اتجاه تحقيق هدف معين إلى إضافة إنتروبى سالب.
ج- تخليق الطاقة الحرة
بناء على قانون أينشتين، فإن الطاقة و الكتلة يمكن أن يتحول أحدهما إلى الآخر، هذه الطاقة الحرة هى إنتروبى سالب مخلق من مصدر مصنف من غير أنواع الطاقة ، لأنها ناتجة من الكتلة، . أيضا المفاعل النووى المولد (breeder reactor ) ينتج وقودا قابلا للانشطار أكثر مما يستهلك و بالتالى فهو يحول اليورانيوم238 المتوفر بكثرة (99,3% من اليورانيوم الطبيعى ) إلى بلوتونيوم239 القابل للانشطار و بالتالى يمتد الوقود المتوفر للإنسانية إلى قرون مقبلة. المفاعلات المولدة ذات التسارع ( fast breeder reactors ) قد تم تصميمها و إنشاؤها ووضعها فى حالتها الانتاجية فعلا فى بريطانيا ، الاتحاد السوفياتى و فرنسا . و فى هذا الشأن يود المؤلف أن يبين أن أيا من الانشطار أو الاندماج النووى لا يمكن أن يتم دون عمل مقصود و مخطط بعناية. أيضا توليد نظائر قابلة للانشطار من ذرات غير قابلة للانشطار لا يمكن أن يتم دون فعل مخطط مقصود . أيضا و فى هذا الشأن فإن اليورانيوم نفسه لم يعتبره أحد مصدرا للطاقة حتى عام 1939. و لم يصبح مصدرا للطاقة إلا بعد العمل المؤثر للباحثين هان و شتراوس، و هو الكشف العلمى الذى أتم سلسلة من الأعمال العلمية التى تكاملت لتجعل الانشطار النووى ممكنا .
أما المثل البارز الثانى فهو التمثيل الغذائى الضوئى بوساطة النبات . من وجهة النظر البشرية، فإن النبات يتم تغذيته بطاقة متجددة ، و بالتمثيل الغذائى الضوئى يتم استخلاص الأكسوجين و تخزين الهيدروكاربونات ( طاقة كيماوية حرة ) من ثانى أكسيد الكربون . إنها عملية إنتاج للطاقة الحرة من أحد مصادر الطاقة المتجددة و هى عملية عكس الاتجاه العفوى للتفاعل الكيماوى تنفذ من خلال سلسلة من الأعمال العمدية و لا يمكن أن تنفذ إلا بوساطة النبات الحى. و نفس المناقشة يمكن اتباعها عند إنتاج الطعام أو المواد الزراعية المفيدة . و لكن هذه العمليات المفيدة لا يمكن أن تتم إلا بوساطة ما جُبل عليه النبات و بملاحظة أنها عمليات لا يمكن أن يفعلها النبات الميت ، إذن هى مثال مؤكد للأفعال العمدية الخلاقة، [1].
10- حساب الإنتروبى السالب
الحالة الابتدائية يمكن أن تكون هى الحالة المقابلة للإنتروبى الأقصى أو أى حالة اختيارية أخرى. و الانتروبى الاجمالى يمكن وصفه فى صورة متجه يحتوى على الأوجه الثلاثة (المعلومات، النظام، الطاقة الحرة ) ، [1]و هذا لبيان الخواص المنفصلة لكل مدخل من الأوجه الثلاثة مع تكاملهم جميعا.
التغير فى الإنتروبى نتيجة للمعلومات يمكن حسابه بوساطة المعادلة (3)
التغير فى الإنتروبى نتيجة لترتيب النظام يأتى نتيجة للمعلومات الصحيحة و إجراءات ترتيب النظام معا ؛ بناء على المعلومات الصحيحة ، فإن النظام يوضع فى فئة أضيق من الحالات . و هذا يتم إما بعملية الترتيب الصحيحة للنظام أو من خلال عملية التصنيع للخامات. المواصفات الدقيقة للمنتجات تعنى قبولها فى فئة أضيق من عمليات الترتيب/التصنيع. و هذا يتطلب ترتيبا و تجميعا ماهرا للأجزاء بينما يتم تصنيعها فى سماحية ( tolerance ) أدق. و هكذا فإن وضع النظام داخل فئة الحلول المقبولة يعنى أن الإنتروبى الاحتمالى ينتج من حاصل ضرب نسبة احتمال فئة ( القرار/ المعلومات ) و فئة التنفيذ ( الترتيب/ التصنيع ) لأن التنفيذ الصحيح يتطلب الوقوع داخل الفئتين فى آن واحد. و معادلة الإنتروبى رقم ( 2 ) يمكن أن تأخذ الشكل الآتى ، [1]:
Simpl = ln (ωinf . ωimpl.) (4)
حيث
Simpl هو الإنتروبى الخاص بالتنفيذ، ( بدون وحدات )
ωinf , ωimpl هو احتمال الفئة ” ω” حيث (= w / P), بتذييل inf أو impl للمعلومات و للتنفيذ بالترتيب.
التغير فى الإنتروبى نتيجة لتغير الطاقة الحرة ، يمكن حسابه بالحسابات العادية بالمعادلة رقم (1) ، و لوصف التغير فى الإنتروبى لعملية انشطار نووى فإن كمية الحرارة الناتجة ( Q ) مع درجة الحرارة المطلقة التى انطلقت عندها هذه الحرارة ( T ) سوف يعينان كمية الطاقة الحرة المنطلقة . و بالتالى فإن الإنتروبى السالب سوف يحسب باعتباره رفع كـمية حرارة ( Q ) من درجة الحرارة المحيطة ( درجة حرارة الخزان الحرارى ) إلى درجة حرارة المفاعل النووى .
أسلوب آخر بديل بإضافة المدخلات الثلاثة إلى بعضهم حيث تأخذ مدخل المعلومات على أساس اللوغاريتم الطبيعى ، أيضا تقسم مركبة الطاقة الحرة على ثابت بولتزمان ( k ) و هكذا تصبح كل المركبات بدون وحدات و كلها فى اتجاه ضغط النظام داخل فئة أضيق و أقل احتمالا .
مثال
حتى عام 1939 ، كان متجه الإنتروبى السالب لعملية الانشطار النووى قابلا فقط لملىء المدخل الأول منه ( و هو المعلومات ) و بعد وصول المعلومات إلى حجم مناسب ، فإن قرارا بانتاج الطاقة الحرة ( من وقود نووى قابل للانشطار ) قد أصبح قابلا للاتخاذ ، و أن هناك عملية صناعية قد أصبحت أيضا قابلة للتوصيف. فضلا عن أن كل عملية من هذه العمليات الصناعية هى أيضا تحتاج إلى المعلومات و المهارات الخاصة بها . و الإنتروبى السالب المتضمن فى العمليات عالية المهارة يوصف فى السماحية الضيقة ( narrow tolerance ) . و للوصول إلى التجاوب مع التوصيف الفعال فإننا نحتاج إلى المهارات الصـناعية اللازمة لتنفيذه و كل هذا يتضـمنه المدخل الثـانى للمتجه أما حالة توليـد الوقود النووى ( fuel breeding ) ، فيمكن وصفها بالمعادلة رقم ( 1 ) كما فى البند ( 10 ج ) ، [1].
11- خلق الكون
بناء على القانون الثاتى للثرموديناميكا و مبدأ زيادة الإنتروبى معا ، فإن نقص اللاتحدد بظهور المعلومات أو بترتيب النظام أو رفع أى كمية من الطاقة إلى درجة أعلى من فرق الجهد ( أى خلق الطاقة الحرة ) ، كل هذه العمليات هو عكس الاتجاه العفوى للتغيير فى الطبيعة.
أيضا بإثبات أن الإنتروبى السالب يمكن إنتاجه بالأفعال العمدية و بالإندماج مع العبارة المستنتجة فى بند ( 8 ) ” الإنتروبى السالب لا يمكن أن يتولد أو يضاف عفويا فى النظام المعزول ” ، فإن المؤلف يرى أن من الأفضل أن تكتب كالآتى :
” النظم الميتة المعزولة لا يمكن أن تنتج أو تضيف الإنتروبى السالب بنفسها ” .
فى الكون المعروف للإنسان لم يلاحظ أبدا أن هناك نظاما قد ترتب عفويا ( دون تدخل من الخارج ) من التفكك إلى التجميع و الترتيب السليم. أيضا و فى نفس الشأن ، لم يلاحظ أبدا أن هناك فرق جهد مفقود ( أو طاقة حرة متحللة ) قد تجمع أو أضيف عفويا. تجمع النـظم المرتـبة أو إقـامة الطـاقة الحرة هما نواتج فقط لأفـعال للنبات الحى و الإنسان الحى (بند 10 ).
بأخذ هذه الملاحظات فى الاعتبار ، فإن وجود نظم شغالة ، قد تم تجميعها من مكوناتها الأولية بنجاح فضلا عن مخزون الطاقة الحرة الموجود فى الكون ليـنبىء عن أفعال عمدية قد تم اتخاذها من قبل . هذه الأفعال العمدية قد عكست الميل العفوى للنظم من التحلل إلى التركيب فى نظم منتظمة شغالة. فضلا عن أن هذه الأفعال العمدية قد خلقت الطاقة الحرة التى من المستحيل أن تنشأ عفويا بذاتها حسب القانون الثانى للثرموديناميكا، ( بند 6 ). فضلا عن ذلك فإن عدم تحلل هذه النظم مع صيانتها شغالة مع التحكم فى إنفاق الطاقة الحرة دون انطلاقها عفويا ليشير إلى أن هناك أفعال عمدية لازالت تقدم.
إذا نظرنا إلى عناصر هذه الأفعال العمدية فلابد من أن تكون هى نفسها عناصر الإنتروبى السالب. و هى ” المعلومات الضرورية، القدرة على ترتيب النظم/الكون فضلا عن خلق الطاقة الحرة”. و من يفعل ذلك لابد من أن يكون هو ” العليم ، الخبير ، القدير ، سبحانه “.
12- الخلاصة
الإنتروبى الاجمالى يأخذ شكل المتجه مركباته هى “اللاتحدد فى المعلومات، و الفوضى فى النظم، و الفقد فى الطاقة الحرة “. و الطاقة الحرة هى الطاقة المبنية على فرق جهد . أيضا، الانتروبى السالب يأخذ شكل المتجه و مركباته هى ” المعلومات، التنظيم، بناء الطاقة الحرة”. أمثله لإنتاج الإنتروبى السالب هى توليد وقود نووى قابل للإنشطار من عناصر خصبة مثل توليد البلوتونيوم239 و اليورانيوم233 القابلان للإنشطار من عناصر أخرى خصبه هى اليورانيوم238 و الثوريوم232 و ذلك بسلسلة من الأفعال العمدية يمارسها البشر. أيضا، بالتمثيل الغذائى الضوئى تتم عملية استخلاص الأكسوجين وتخزين الهيدروكاربونات ( طاقة كيميائبة حرة ) من ثانى اكسيد الكربون و هى كلها عمليات عكس الإتجاه العفوى للتفاعلات الكيميائية أى عكس اتجاه دالة Gibbs ، و تنفذ بعمليات متعاقبة من الأفعال العمدية تمارسها النباتات الحية. هذا بينما القانون الثانى للثرموديناميكا يفيد بأن فرق الجهد المفقود لا يستعاد بالطبيعة، أيضا إذا وصل الكون إلى الحد الأقصى للإنتروبى فقد وصل إلى حالة متزنة و لا يمكن أن يتغير عنها من تلقاء نفسه.
و هكذا، بناء على معطيات هذه المقالة الحديثة عن الإنتروبى السالب مع القانون الثانى للثرموديناميكا ، يخلص المؤلف إلى أن الكون قد خلق بفعل عمدى. و عناصر هذا الفعل العمدى الخلاق هى نفسها عناصر الإنتروبى السالب.
المراجع
(*) الطاقة الحرة (= Exergy ): و هى الطاقة المبنية على فرق جهد ( Potential of intensive properties ) مثال ذلك؛ الطاقة الكيميائية الحرة ( Chemical exergy or Gibbs function ) ،و الشغل المتاح ( Available work or Exergy ) كما فى الثرموديناميكا
[1] Mansour B. (2000), “ The second law of thermodynamics indicates: The Universe is created by a voluntary action”, Proceedings of Al-Azhar Engineering 6th International Conference (AEIC 2000), Al-Azhar University Engineering Journal, Vol. 7 “Mechanical Engineering”, Cairo.
[2] Mansour B. (2000), “ Entropy Reduction by Voluntary/Intended Actions”, Proceedings of Cairo 7th International Conference on Energy and Environment , Cairo.